استقبل نشرتنا الشهرية على بريدك الإلكتروني ، اشترك الآن

كتب أحمد النسور:  يسجل لعثمان البالغ من العمر 30 عاماً، جرأته على كسر حاجز الصمت والظهور على شاشة التلفزيون الأردني المحلي للحديث عن إصابته بفيروس الأيدز.  لقد آثر عثمان العيش وحيداً ومنعزلاً لأكثر من 7 سنوات، واستوعب الصدمة أخيراً فقرر أن يروى لنا كيف انتقل إليه الأيدز عن طريق الخطأ أثناء وجوده خارج البلاد..

قال وهو يواجه الجمهور دون تغطية على وجهه – كما يحدث عادة في مثل هذه البرامج – إن الإصابة بالأيدز تلحق بحاملها العار مدى الحياة، حيث تتسبب الإصابة في عزله عن أهله وأقاربه ومحبيه، وبخاصة وسط مجتمع شرقي كالأردن، لا يزال يرفض حامل مرض الأيدز الذي اكتشف قبل (30) عاماً، ولم يتوصل حتى الآن إلى علاج شافله ، أو مصل يقى منه.

وأضاف عثمان: بعد أن تأكدت إصابتي بالأيدز تم ترحيلي من البلد العربي الذي كنت أعمل فيه، في ذات اليوم الذي ظهرت فيه نتيجة تحاليل الدم. ويعلق عثمان على معرفته بحقيقة إصابته: ” لحق بنفسيتي شبه دمار، حيث شعرت بأني ذاهب إلى حبل المشنقة خاصة أن موظفي الأمن قادوني من مسكني، وطلبوا مني لملمة أغراضي خلال 5 دقائق فقط، ثم أخذوني بسيارة عسكرية، إذ لم يسمحوا لي بالكلام، فأعتقدت للحظة أني قيد الخطف، إلى أن وصلنا المطار، حينها عرفت أني مرحل إلى بلدي لارتكاب ذنب كبير، لكن لم يخطر على بالي أني مصاب بالأيدز” .

ويستكمل عثمان روايته بقوله ”بقيت محاطا برجلي الأمن إلى أن أوصلاني إلى بوابة الطائرة، حيث تم التحفظ علي من قبل شخص أخر داخل الطائرة إلى أن وصلنا المطار، وما إن خرجت حتى استقبلني موظفون عرفوا لى أنفسهم بأنهم من البرنامج الوطني لمكافحة الأيدز، جلس معي بضع أفراد من جهاز الأمن وتحدثوا إلى ” .
ويتابع ..كانوا لطفاء معي، طلبوا مني بعد أن انتهي من عناء السفر، أن أراجعهم على مقر البرنامج في عمان، وأعطوني ملفاً كاملاً موضح فيه كيفية تعاملي مع نفسي ومع من هم حولي، حتى لا أنقل إليهم الفيروس، إلى أن يتم الإلتقاء بخبراء البرنامج للقيام بإجراءات المباشرة للعلاج والتأهيل .
ـــــــــــــ
– المقال نقلاً عن صحيفة الرأي الأردنية بتصرف بسيط، يشار إلى أن اسم المتعايش مع الأيدز المستخدم في المقال اسم مستعار