مشروع لتأهيل 70 عالماً بالرابطة المحمدية للتوعية بالأيدز والصحة الإنجابية

الدار البيضاء (المغرب): أطلقت الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب في 8 يوليو 2009 مشروع مبادرة جديدة لتأهيل وتكوين 70 من علماءها على التوعية في مجالات الصحة الإنجابية، والأمراض المنقولة جنسياً، وفي مقدمتها السيدا (الأيدز).  تأتي المبادرة بغرض تفعيل توجيهات الملك محمد الخامس للرابطة حول ضرورة اعداد استراتيجية لمكافحة فيروس الأيدز، تتمحور حول التشخيص والعلاج والوقاية، بإشراك كافة المعنيين من سلطات حكومية، ومجتمع مدني، عبر حملات واسعة للتوعية …”.

تعاون واسع النطاق

وتعد هذ المبادرة نتاج التعاون الرابطة المحمدية للعلماء مع كل من صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة مرض الأيدز، والبرنامج الإقليمي للأيدز في الدول العربية (هارباس)، التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة عبر عدد من السنوات.

سلسلة من الأنشطة

ويعتبر هذا البرنامج التكويني حلقة في سلسلة هذه الأنشطة التي قامت وتقوم بها الرابطة في هذا المجال بتضافر مع المجهودات الكبيرة التي يبذلها باقي الفاعلين في مجال مكافحة الأمراض المنقولة جنسيا ومرض الأيدز، سواء من حيث الوقاية، أو الفحوصات، أو التكفل بالمرضى من النواحي الصحية والنفسية والاجتماعية.

جهود سابقة

وفي هذا الإطار، أكد الدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة ، أن هذه المبادرة ليست هي الأولى من نوعها، بل سبقتها أعمال تكوينية دولية ومحلية من أجل تمكين العلماء من المناهج والآليات التي تجعلهم مؤهلين لتقويم السلوكيات الخطرة، مشيراً إلى الندوة العلمية التي نظمت بالرباط، في الفترة من 12 إلى 15 مايو 2007، بتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والتى دارت فعالياتها حول “دور القادة الدينيين في تغيير السلوكيات الخطرة”، وحملت شعار “الأديان في خدمة الإنسان”، وشهدت حضور عدد من القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية، من أجل تعظيم وعيهم بجذور وطبيعة هذه السلوكيات، وتطوير الخطاب الديني ليصير أكثر فعالية في تغييرها، بالإضافة إلى تأسيس برامج وصول للفئات الأكثر عرضة وبرامج وقاية للشباب من السلوكيات الخطرة.

وأضاف: ثم جاءت أعمال الندوة العلمية التي نظمتها الرابطة في 18 يونيو 2008، تحت عنوان: “دور القادة الدينيين في تغيير السلوكيات الخطرة ـ الدورة الثانية” وحملت شعار: “نحو مجتمع متكافل”، وذلك في دورتها الثانية، بمشاركة مجموعة من الخبراء في هذا المجالث، تلى ذلك أعمال الورشة التواصلية والعلمية التي نظمتها الرابطة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في موضوع: “عمل القيادية من أجل النتائج: للحد من الوصم والتمييز تجاه المتعايشين مع فيروس الإيدز والفئات الأكثر عرضة للإصابة”. وذلك خلال الفترة ما بين 24 ـ27 فبراير 2009، واستهدفت دعم تنفيذ البرنامج الاستراتيجي الوطني لمكافحة السيدا 2007-2011 ، وذلك بمشاركة مختلف الفاعلين المعنيين بتنفيذ هذه الإستراتيجية، وكذا مجموعة من المتعايشين مع هذا الفيروس، إلى جانب ممثلين عن الفئات الهشة الأكثر عرضة للإصابة.

التواصل مع أفراد المجتمع

ووفقاً للمبادرة، سيتولى هؤلاء العلماء السبعون تدريب حوالي 500 فرد من المتخصصين في مختلف أنحاء البلاد بهدف التواصل مع أفراد المجتمع من خلال تقديم كل المساعدات المتاحة بطرق علمية لشريحة الشباب خاصة، حتى يتم تجنيبهم مخاطر العلاقات والسلوكيات الخطرة.

أهداف المبادرة

وفي حديثه مع موقع قناة العربية على الإنترنت، اعتبر الأمين العام للرابطة أن هذه المبادرة ترمي لتوعية المجتمع بخطورة الأمراض الجنسية المنقولة خاصة “الأيدز”، وإقناعهم بأن هذا المرض ليس عقوبة إلهية، بل هو ابتلاء وامتحان.

وحدد د.عبادي في حديثه:” ثلاثة أهداف رئيسة لتأهيل عشرات العلماء المغاربة، الأول يتمثل في كونه المساعدة، وتقديم النصح للناس سواء كانوا مصابين بالأيدز أو بأمراض جنسية أخرى، أو فئات اجتماعية هشة قابلة للإصابة بهذه الأمراض.

أما الهدف الثاني، فيتجسد في حاجة العلماء لمجموعة من المعارف والمهارات ومكتسبات العلوم الإنسانية لفهم أعمق لسياقهم المعاصر الذي يعيشونه، ولإدراك مجالات لا ترتبط فقط بمرض الأيدز، وإنما أيضاً بمجالات لصيقة بالتنمية البشرية من قبيل الصحة الإنجابية والتنظيم العائلي، وبمحاربة الأمراض الشائعة التي تصيب الجهاز التناسلي وغيرها.

وزاد عبادي بأن الهدف الثالث من تأهيل العلماء للتواصل مع الناس بهدف محاربة الأيدز يكمن في توعية المجتمع المغربي بخطورة هذه الأمراض، موضحاً أن المجتمع لا يجب أن يدفع المتعايشين مع الأيدز مثلاً إلى الإنعزالية بالنفور منهم أو تهميشهم؛ لأن ذلك من شأنه أن يشكل خطراً على العلاقات بين أفراد المجتمع نفسه.

وحول مدى تجاوب الشباب المغربي خاصة مع هؤلاء العلماء، شدد عبادي على أن التأهيل الذي يمتد سنة كاملة ليس حملة موسمية، بل برنامج مستمر يستغرق آلاف الساعات من العمل في مجالات التواصل مع فئة الشباب خاصة بحكم أنها الأكثر استهدافاً واحتمالاً للإصابة.

التثقيف بالنظير

وفي هذا السياق نوه د.عبادي بمنتدى التثقيف بالنظير الذى افتتحته الرابطة على بوابتها الإلكترونية، ويهدف إلى تغيير السلوكيات الخطرة وتنمية المهارات التي تساعد على تبني السلوكيات السليمة.

وأضاف: أن هذه الورشة توضح بجلاء انخراط الرابطة المحمدية للعلماء في ورش التنمية البشرية التي يسهر على إرساء دعائمها جلالة الملك محمد السادس، كما تبرز أهمية تزويد أهل العلم بالأدوات المنهجية ومكتسبات العلوم الإنسانية من أجل فهم أفضل لسياقهم المعاصر، وتمكينهم من تحقيق المزيد من الفاعلية النافعة والناجعة لمجتمعاتنا.

خطوة جديدة

من جهته أوضح الدكتور كمال العلمي، منسق برنامج الأمم المتحدة المشترك لمحاربة السيدا، أن انطلاق هذا المشروع يعد خطوة جديدة في الاستراتيجية الوطنية لمحاربة السيدا، وسيجعل المغرب بلداً رائداً في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

وعن البرنامج الوطني لمحاربة الأيدز، أكدت الدكتورة عزيزة بناني على أهمية هذه المبادرة التي أقدمت عليها الرابطة المحمدية للعلماء، والتي ستعمل على الإشراك الفعلي والعملي للعلماء في مكافحة فيروس الأيدز والتوعية بمخاطره في مجتمعنا.

من جانبه أكد الدكتور محمد كريكع، عن الجمعية المغربية للتخطيط العائلي، أن هذه الورشة تتوخى بلورة وتدعيم ما تم إنجازه في المغرب منذ سنوات في هذا المجال، مؤكداً على ضرورة تكاثف جهود كل الفاعلين من أجل السير قدما بطريقة علمية وعملية وواقعية في تغيير السلوكيات الخطرة، ومكافحة فيروس الأيدز.

اقرأ أيضاً:

ورشة عمل مغربية حول القيادية من أجل النتائج