حضور مميز
حضر الورشة التى أقيمت في العاصمة بيروت قرابة 60 شخصاً ينتمون إلى 26 طائفة دينية لبنانية، جاء في مقدمتهم الشيخ عفيف قباني ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، الشيخ محمد شقير ممثلا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، الشيخ سامي أبو المنى ممثلا شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن، الأب جورج رعد ممثلا بطريرك انطاكية وسائر المشرق لطائفة الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، الأب جورج ديماس ممثلا بطريرك انطاكية وسائر المشرق لطائفة الروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم، الأب موريس كيشيشيان ممثلا كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس ارام الأول كيشيشيان، النائب الدكتور قاسم عبد العزيز، السيد علي سمور ممثلا العلامة محمد حسين فضل الله. ومن ناحية أخرى، حضر الورشة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان سيف الدين آبارو، والدكتور مصطفى النقيب ممثلاً عن وزارة الصحة اللبنانية، إضافة إلى حشد من ممثلي الدول المانحة، وممثلين عن المنظمات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني والوزارات، وكذلك ممثلون عن سفراء مصر وعمان واليابان. التجاوب مع الأيدز وفي كلمته الافتتاحية أمام الورشة، أوضح السيد سيف الدين آبارو مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان: أن العالم لم يعالج حتى الآن قضية الأيدز على النحو الملائم، مشيراً إلى أن برنامج الأمم المتحدة الانمائي يسعى من خلال هذه الورشة إلى إقناع القادة الدينيين بالمشاركة في الجهود الوطنية للتجاوب مع الأيدز من خلال توفير المعلومات الكافية عنه، وتسليط الضوء على المشكلة بما في ذلك وصمة العار والتمييز اللذين يعاني منهما المتعايشون مع الفيروس. وأضاف: أن فيروس نقص المناعة البشري ( الأيدز) لا يفرق بين الناس على أساس الجنس واللون، مؤكداً خطورته على التنمية والأمن والاستقرار في العالم. وأفاد آبارو بأن الإحصائيات تشير إلى أرقام مقلقة، وإذا ما استمرت هذه الأقارم في إتجاه الصعود الاتجاه فإن المنطقة العربية ستعرف معدلات إصابة تصل إلى 4% بحلول العام 2015 . وتابع: إن مبادرة القادة الدينيين تأتي كجزء من هذا البرنامج وهي المرة الأولى التي يتم فيها تدريب 700 قائد ديني مسلم ومسيحي حول التوعية من الأيدز في المنطقة العربية. كما شدد على أهمية الدور الذي يلعبه القادة الدينيون في العالم العربي إذ يصلون إلى قطاعات المجتمع كافة ومواجهة وصمة العار والتمييز وتغيير القيم والممارسات في المجتمع عبر التربية والتثقيف، ولأنهم في موضع يخولهم قيادة جهود التوعية والتربية بشأن فيروس الأيدز. استراتيجيات عملية وألقى الدكتور مصطفى النقيب كلمة الوزير خليفة، والتى أشاد فيها بأنشطة هارباس موضحاً رأيه بالقول:”لقد كانت هناك مساهمات عدة في مجال وضع استراتيجيات عملية لمحاربة الأيدز، وقد تم انعقاد عدة مؤتمرات إقليمية، حيث تم وضع دليلين للقادة الدينيين، يتضمنان محتوى قابل للاجتهاد يفيد في تصميم المشاريع والآليات لنشر التوعية والإرشاد وأساليب الوقاية من فيروس الأيدز. وتابع: إن عدداً من اللجان الوطنية تشكلت في أغلب بلدان الإقليم من ممثلين عن الطوائف الدينية وعناصر أخرى من البرامج الوقائية وأرقى المنظمات المحلية والدولية. وأضاف: نعول كثيرا على دور هذه اللجان في تأمين استمرارية العمل على الأرض والتواصل، إما مع المجتمع الأهلي أو مع الجهات الرسمية الوطنية والعالمية، وما توجهنا نحوكم إلا ونحن ملؤنا الثقة بأنكم وإنما تسعون لهدف سام ومشترك ألا وهو الحفاظ على الأمن الإجتماعي والخلقي لاتباع طوائفكم والذي لا يتحقق دون أمن صحي ووعي علمي لخطورة التعرض لأمراض قاتلة وآفات تعدت على هذه المجتمعات بأضرار بالغة. كما أكد بقوله على أن الأيدز يمكن له أي يطال أي إنسان في إشارة إلى تعدد أسبابه، قائلاً: ” جميعنا معرضون لخطر الإصابة طالما تنقصنا المعرفة عن كيفية انتقال المرض وأساليب الوقاية منه. لقد بطلت المقولة القديمة إن هذا المرض لايصيب إلا الذين يخالفون التعاليم السماوية أو المجتمعية أو الخلقية الوطنية. وفي ختام كلمته نصح د. النقيب بأن يتحمل الجميع المسئولية تجاه هذه القضية، حيث أضاف: نرى أن واجبنا كمدافعين عن مجتمعاتنا ومؤتمنين على صحتها وتهذيب أخلاقها أن لا نتقوقع داخل أفكار لا تمت إلى واقع أدياننا بصلة، إنما أن نفتش داخل نصوص كتبنا على حلول وفتاوى تساعدنا على إيجاد طرق ناجحة للوصول إلى كافة فئات مجتمعنا وحثها على تهذيب نمط سلوكياتها ورفع مستوى الوعي لديها وتسليحها بوسائل المعرفة لتفادي الإصابة بالأيدز . رسالة القادة الدينيين ومن جانبه، أكد الأب هادي العيا، المستشار الديني لبرنامج هارباس على أن رسالة القادة الدينيين في العالم رسالة رحمة وتعاطف وليس مواجهة أو عقاب، رسالة للتوعية والتنبية، وليست رسالة للزجر أو التأنيب، رسالة دعم وتقوية، وليست رسالة وصم وتمييز، وذلك انطلاقاً مما تمليه علينا القيم الدينية، حيث قال: ” رسالتنا هي قضية انساننا الضعيف، المتعدد الانتماءات الدينية والثقافية وغيرها، هذا لتقوية قدراته وتحفيزه على مواجهة الخطر أو الخطأ ومرافقته في مرضه، أو في حال ضلاله وتوبته إلى الله عز وجل. وذلك من خلال التركيز على القيم الدينية واتصال الإنسان بخالقه وكسر حاجز الصمت والوصول إلى الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالأيدز وانتشاره، والعمل على إزالة كل أشكال التمييز والإقصاء والتهميش والوصم”. دليل القائد الديني وفي مستهل جلسات الورشة، قدم الدكتور محمد شريتح إختصاصي الصحة العامة ومستشار البرنامج لأجندة الورشة، ثم أعقب ذلك تعريف الدكتور علاء الحموي بالمشاركين، ثم تحدث كل من د. شريتح عن وضع الأيدز عالمياً وعربياً و د. النقيب عن الوضع محلياً. وفي إطار تشارك القادة الدينيين في المنطقة إعلاني القاهرة وطرابلس، والدليليين الإسلامي والمسيحي للاستفادة مما جاء فيهما من تعاليم الإسلام والمسيحية التى تضم استشهادات وبراهين تسهم في الوقاية من الأيدز، وتدعم حقوق المريض، قدم كل من الشيخ أحمد تركي أحد علماء الأزهر الشريف والأب بولس سرور ممثل الكنيسة القبطية في مصر مبادرة القادة الدينيين للتجاوب مع الأيدز في الدول العربية، حيث تعرضا إلى تاريخها ونشأتها، كما استعرضا مع المشاركين الدليلين، وما يضما من أبواب موضحين أن أهداف الدليليين هي تزويد الدعاة والأئمة والمرشدين بالمعلومات العلمية الصحيحة عن فيروس الأيدز، وطبيعة وطرق انتشاره، وكيفية التعامل معه ومع المصابين به. كما تطرق الميسران إلى المبادئ الإسلامية والمسيحية التي يمكن أن تشكل سندًا قويًا لمكافحة انتشار الأيدز. من ناحية أخرى، قدم الميسرون عرضاً تقديمياً يتضمن تمريناً على ما يعرف بـ ” الحوارات الخلفية ” وهي ظاهرة تنتاب الإنسان في أثناء حديثه مع آخرين، حيث يبدو ظاهرياً أنه ينصت جيداً ولكنه في ذات الوقت يكون منشغلاً بالتفكير في شئ آخر، وقد أوضح المحاضرون أهمية الانصات الجيد كأداة ووسيلة من أدوات تأهيل القائد الجيد، قائلين:” إن وعي القائد بحوارته مع الآخرين يمنحه حرية أكبر في الفكر والفعل معاً”. وفي هذا الإطار، قدم المحاضرون تدريباً عملياً يبين كيف يمكن للقائد الوصول إلى حالة الإنصات الجيد، ولما لذلك من انعكاس إيجابي على أدائه. كما عقد الميسرون مجموعات عمل خاصة بمشاركة المشاعر، وأخرى تتضمن جلسات لإعداد مشاريع العمل والخطط الجماعية . تغيير الصورة النمطية من ناحية أخرى، لعب اثنان من المتعايشيين مع الفيروس دوراً كبيراً في تغيير الصورة النمطية والسلبية عن الأيدز من خلال شرح تجاربهم والمشاكل والمعوقات التى تقابلهم وأبرزها الوصم والتمييز، كاشفين للحضور عن الأسباب التى تقف وراء خوف المتعايشيين من البوح بحقيقة مرضهم حتى لا يفقدون حقوقهم المجتمعية كالعمل والعيش في أمان. |