ورشة عمل تدريبية للدعاة والأئمة في قطر

الدوحة – تحت شعار ” رحمة فاعلة ” وعلى مدار أربعة أيام كاملة، أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة فعاليات ورشة العمل التدريبية للمدربين من الأئمة والدعاة للتجاوب مع الأيدز، وذلك في الفترة من 16 إلى 19 مارس 2009. نظم الورشة وزارة الصحة القطرية بالتعاون مع كل من وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في قطر والبرنامج الإقليمي للأيدز في الدول العربية (هارباس) التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.

سعت الورشة التى ضمت 50 من الأئمة والدعاة إلى توسيع دائرة وعي القادة الدينيين بأبعاد قضية الأيدز في الدول العربية، وتحفيزهم على التجاوب معها، كما استهدفت عرض آلية التشبيك بين القادة الدينيين من خلال شبكات الهيئات الإيمانية لمواجهة الأيدز في الدول العربية ( شهامة )، وشرح إعلاني القاهرة وطرابلس للقادة الدينيين والقائدات الدينيات، والتدريب على أدلة الأئمة والدعاة لمواجهة الأيدز، والتى عكف على إعدادها فريق علماء الدين بالتعاون مع مستشاري البرنامج الإقليمي للأيدز في الدول العربية، وكذلك تزويد المشاركين بالمهارات القيادية والتواصلية.

وكان أبرز ما أنتهى إليه المشاركون بالورشة مطالبة الحكومات سن قوانين وتشريعات لمكافحة مرض الأيدز ودعم حقوق المتعايشين مع فيروسه، كما أكدوا على ضرورة دمج هذه الفئات في المجتمع، وعدم رفضهم، ودراسة أحوالهم لتقديم الدعم المادي والمعنوي المطلوب لهذه الفئة حماية لها وللمجتمعات التى تعيش فيها.

استراتيجية وطنية للأيدز

في الجلسة الإفتتاحية، ألقى الشيخ الدكتور محمد بن حمد بن جاسم آل ثاني، مدير ادارة الصحة العامة بوزارة الصحة، كلمة بالإنابة عن سعادة الشيخة الدكتورة غالية بنت محمد بن حمد آل ثاني، وزيرة الصحة العامة و رئيسة اللجنة الوطنية للوقاية من الأيدز، أكدت فيها على أن الدورة التدريبية تعتبر السادسة وهى منبثقة عن الأستراتيجية الوطنية لمواجهة مرض الأيدز، كما أنه تأتى إنطلاقاً من الدور الهام الذي يلعبه القادة الدينيين في التجاوب مع الأيدز في الدول العربية، واصفة الدور المنوط بهم القيام به بأنه بالغ الأهمية.

الأيدز قضية تنموية

وقد ثمنت سعادتها إعلان القاهرة للقادة الدينيين في البلاد العربية لمواجهة وباء الأيدز، الصادر ضمن مبادرة البرنامج الإقليمي للأيدز في الدول العربية، وتحت رعاية الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

وقالت الوزيرة: إن مرض الأيدز يعتبر قضية تنموية، وليس مجرد مشكلة صحية أو طبية لما له من تأثيرات على الجوانب الإقتصادية والإجتماعية والديموغرافية لأي دولة من دول العالم”. كما شددت على ” أن الخطر الحقيقي ليس قي زيادة عدد المصابين فقط، ولكن في ثقافة الصمت والإنكار والتي تزيد من تفشي الوباء في الخفاء”.

التوعية والإرشاد

وفي كلمة وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية وجه د. غيث مبارك الكواري، مدير إدارة التخطيط والمتابعة بالوزراة، الشكر خلالها للقائمين على برنامج الأمم المتحدة الانمائي، لدعمهم المتواصل لاجراءات الوقاية من الأيدز وعلاجه.

وطالب الكواري بضرورة تسريع الجهود وتعبئة الموارد لاستئصال هذا الفيروس، أو التقليل منه لأقصى حد، من خلال وسائل التشخيص والعلاج والوقاية، والتي تتطلب التوعية والإرشاد والتعامل مع المصابين بالمرض ودمجهم في المجتمع.

كما دعا إلى تقصي العوامل الإجتماعية والثقافية الدافعة للإصابة بالمرض وعلاجها.

وأشار الكواري إلى الدور الكبير الذي تقوم به الحهات المعنية، بالإضافة الى الأئمة والخطباء في مقاومة المرض، نظرا لـتأثيرهم الإيجابي والفاعل على الرأي العام، وقدرتهم على توعية الجمهور بأسباب الإصابة، وكيفية العلاج، وحثهم على برامج الفحص الطوعي المجانية والسرية وارشادهم وتشجيعهم للتوجه لأماكن العلاج وتعريفهم بالأدوية.

وأكد الكواري على أن الأيدز ليس مجرد مشكلة صحية أو طبية فقط، “بل هو تحد تنموي وخطر اجتماعي، لما له من تأثير على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، “فليست المشكلة في أعداد المصابين فقط، بل إن الخطر الأكبر هو ما يتم من اخفاء وانكار للاصابة خوفا من نقمة المجتمع، وهو ما يؤدي الى تسارع تفشي الفيروس”.

خصوصية المجتمع القطري

من ناحية أخرى، طالب الدعاة كافة أفراد المجتمع ضرورة الحفاظ على خصوصية المجتمع القطري، وعاداته وتقاليده ومراعاتها واحترامها في مجالات التوعية والعلاج والوقاية من المرض.

وشدد الحضور أيضاً على ضرورة تقصى العوامل الإجتماعية والثقافية والإقتصادية التى تقف وراء انتشار فيروس الأيدز والأمراض الجنسية الأخرى، وضرورة التعامل معها بالأرشاد الواجب. كما طالب المشاركون بالعمل على نشر رسالة التوعية والوقاية من الأيدز بين كافة فئات المجتم، وتفعيل دور وسائل الاعلام في مجال التوعية من خلال اعتماد منظومة برامج مسموعة ومرئية لتوعية المجتمع بأخطار فيروس الأيدز، وكيفية مقاومته، وعلاجه والوصول إلي طرق وأساليب تعالج القضايا المثيرة للغرائز في وسائل الإعلام والإنترنت مع التأكيد علي رفض كل الأشكال والممارسات والقوانين والسياسات التي تؤدي إلي المساعدة أو المساهمة أو تهيئة الأجواء المؤدية لانتشار هذا المرض.

إنشاء موقع إلكتروني

وقد طالب المشاركون أيضاً بضرورة تبنى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عمل برامج توعوية ودينية تشمل جميع الأئمة والخطباء والدعاة، إقامة مكتبة وموقع إلكتروني لتجميع آخر البحوث والإحصاءات والأنشطة الخاصة بالأيدز تكون متاحة للجميع، بحيث يمكن الاستفادة من القنوات المتعاونة لإيصال الرسالة الصحيحة التي تحد من انتشار فيروس الأيدز، وكذلك إصدار مطبوعات ووسائط إلكترونية تحتوي علي مواد تبين معرفة أضرار وخطر المرض والتعريف بالإحصاءات اللازمة حتي تكون دافعاً لفئات المجتمع المختلفة، للإرتقاء والتعاون في هذا المجال، وتتيح تتبع التغيير الحادث في الإصابة بالفيروس، وأسبابها وإمكان العلاج مع التأكيد علي توثيق مصدر البيانات.

كما دعا المشاركون إلى ضرورة إعداد خطط مستقبلية لتدريب جميع الأئمة والخطباء بالوزارة والمؤسسات الخيرية والإجتماعية العاملة في دولة قطر، وتوفير الوسائل المطلوبة لإقامة ورش عمل، ودورات تدريبية، وضرورة استضافة الاستشاريين المتخصصين في التدريب إلي جانب متابعة المتدربين وإمدادهم بأحدث البيانات والبحوث وعمل دورات تدريبية سريعة.

وشدد الحضور أيضاً على ضرورة إنشاء مكتب تابع لوزارة الأوقاف للتواصل مع اللجنة الوطنية لمكافحة الأيدز في البلاد، ومتابعة تنفيذ التوصيات السابقة.

اللجنة الوطنية

من جهتها، قالت د.ليلي اشرير المنسق العام للجنة الوطنية للوقاية من الأيدز في تصريح للصحفيين “إن هذه الورشة شكلت إضافة لأعمال اللجنة الوطنية، حيث تم تدريب عدد من الأئمة والخطباء ليتولوا بدورهم مهمة تدريب جميع الأئمة والخطباء التابعين لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وأضافت اشرير من المقرر أن يتم وضع خطة تدريب بهذا الشأن يتم تنفيذها خلال السنتين الجارية والقادمة”.

وأكدت اشرير على أهمية دور الأئمة والخطباء في توعية المجتمع بمخاطر فيروس الأيدز والمشاكل التي يخلفها .. مشيرة إلي أن الهدف من وراء كل ذلك هو تكوين قدرات وطنية ودينية تعمل في هذا الجانب الحيوي والمهم.

ولفتت الدكتورة ليلي إلي أن الورشة التدريبية القادمة ستكون موجهة للمدرسين والمدرسات نظراً لدورهم الهام في توعية الناشئة الي جانب القيام بأنشطة توعوية وتثقيفية في جميع مدارس قطر .. كما سيتم تدريب العاملين في الميدان الصحي حول كيفية التعامل مع مرضي الأيدز والمتعايشين مع فيروسه.

طالع أيضاً:

مبادرة القادة الدينيين في الدول العربية في مواجهة الأيدز