اليمن: ورشة لتأهيل الدعاة والأئمة للتجاوب مع الأيدز

صنعاء (اليمن ): للقادة الدينيين في اليمن دور مؤثر وفاعل، حيث أنهم يسهمون في تشكيل القيم والمبادئ المميزة للمجتمع هناك، كما أنهم يملكون التأثير في الرأي العام والسياسات الوطنية، وهو ما يمكنه أن يلعب دوراً فعالاً في إزالة الوصم والتمييز ضد المتعايشين مع الأيدز هناك.

واعتماداً على رصيد هذه الفئة المؤثرة والفاعلة في المجتمع اليمني، عقد البرنامج الإقليمي للأيدز في الدول العربية (هارباس) – التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع وزارة الأوقاف اليمنية ورشة عمل تدريبية للدعاة والأئمة في صنعاء (اليمن)، وذلك في الفترة من 11 إلى 13 مارس 2009.

ستون إماماً

سعت الورشة التى حضرها قرابة ستون إماماً من الناشطين بالمجتمع اليمني إلى دمج القيادات الدينية في برامج التجاوب مع الأيدز من خلال رفع مستوى الوعى بالجوانب المختلفة المتعلقة بالمرض، بما يتضمن إزالة الوصم والتمييز اللذين يمارسان ضد المتعايشين مع الفيروس، وكذلك البناء على الزخم المكتسب من مؤتمر القاهرة للقادة الدينيين للتجاوب مع الأيدز في العام 2004، وتعريفهم بالإعلان الصادر عنه، وكذلك تدريبهم على الأدلة المستخدمة بهذا الصدد.

تفاعل إيجابي

وقد اتسمت فعاليات الورشة بالتفاعل الايجابي من قبل المشاركين، حيث عمد المنظمون على تنويع الجلسات المقدمة ما بين العروض ومجموعات للنقاش والتدريبات العملية وجلسات للعصف الذهني، كما حرص القائمون على التدريب على اشراك المتدربين في النقاشات الدائرة والادلاء بآرائهم بكل حرية.

الجلسات الافتتاحية

افتتح أعمال الورشة كل من مدير البرنامج الوطني للأيدز ومسئولو وزارة الأوقاف اليمنية ، حيث أكدا على أهمية الدور الذي يلعبه رجال الدين في التجاوب مع قضية الأيدز، وذلك لما لهم من مكانة مؤثرة داخل المجتمع. وأضاف مسئول البرنامج الوطني للأيدز عن قيام برنامجه بتفعيل وتنشيط وسائل الوصول لمراكز الفحص الطوعي وتقديم المشورة والحصول على الخدمات الصحية المقدمة من قبلهم، وذلك من خلال حملات التوعية الصحية المقامة لهذا الغرض.

الأيدز.. حقائق ومعلومات

استعرض كل من مسئول البرنامج الوطني و د. سيد الزناري أحد مستشاري برنامج هارباس مجموعة من الحقائق الأساسية حول مرض الأيدز وفيروسه، وأسباب الاصابة به، وطرق الانتقال والعلاج والوقاية، وكذلك المفاهيم الخاطئة التى تدور حوله. كما تناولت الجلسة تاريخ الأيدز، ودورة حياة فيروسه، والسلوكيات الخطرة المرتبطة به، واستراتيجيات الوقاية منها، وكذلك احصائيات الإصابة به على المستويين العالمي والإقليمي.

الأيدز في اليمن

استعرض مسئول البرنامج الوطني احصائيات وأرقام حول مدى انتشار الفيروس واعداد الحالات المصابة في اليمن بشكل عام، ثم في كل محافظة بشئ من التفصيل. وقد أظهرت الاحصائيات انتشار المرض في محافظات اليمن على السواء، فهو غير منتشر بين طبقة اجتماعية معينة أكثر من غيرها، ولا بين مستوى تعليم محدد، أو يتفرد به اتباع دين عن آخر. وشدد مسئول البرنامج عن توافر خدمة الفحص الطوعي في كل المناطق الجغرافية.

الأيدز كمشكلة تنموية

قدمت الدكتور أحلام الحسن عرضاً أظهرت فيه كيف تناول هارباس قضية الأيدز من منظور تنموي، كما ألقت الضوء على الأسباب الكامنة وراء انتشار الفيروس كالبطالة والفقر والأمية والافتقار الى الخدمات الصحية والصراعات القبلية، وهي ما تم تناوله بالنقاش مع المشاركين.

كما تطرقت الحسن إلى التأثير الناجم عن نقص المعارف وقلة تبادل المعلومات فيما يتعلق بالأيدز، حتى داخل نطاق الأسرة. كما طالبت الحضور في الاسهام للوصول الى الفئات الأكثر عرضة بهدف التوعية وتقليل المخاطر التى تحيق بها للاصابة حماية لها وللمجتمعات التى تعيش فيها.

من ناحية أخرى، تولى القائمون على الورشة تدريب المشاركين على الدليلين الاسلامي والمسيحي على اعتبار أنهما إحدى المنتجات التى تعتمد على التوجيهات والتعاليم الدينيية الموجود في القرآن والإنجيل، هذا بالاضافة إلى ما تضمنته من رصيد الخبرة لدى فريق القادة الدينيين الذين عكفوا على اخراج هذين الدليلين.

مشاريع عمل

وفي الختام، قسم المشاركين إلى ثلاث فرق، حيث طلب من كل فريق اعداد خطة عمل تمتد لستة أشهر تتضمن التوصيات والنتائج التى تم الخروج بها من الورشة.

جاءت خطة الفريق الأول الذي يضم أئمة من الصف الثاني في الوزارة من مختلف المناطق والمحافظات للعمل على كسر حاجز الصمت تجاه المرض في خطب الجمعة من كل أسبوع، وإيصال الرسالة إلى 180000 شخص كل 3 أشهر. أما الفريق الثاني الذي ضم مجموعة من الناشطات بأحد أقسام وزارة الأوقاف في صنعاء فقد خطط للوصول إلى الأطفال الأكثر عرضة للاصابة من خلال العمل مع خمس مراكز تعمل في هذا المجال.

الفريق الثالث والذي ضم كبار المديرين بالوزارة كان مهمته تقديم الدعم للمجموعتين الآخريين، هذا بالاضافة الى تدريب 2000 من الأئمة من ذوي المستوى المتوسط.

تعاون مشترك

وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قد نظم مع وزارة الأوقاف اليمنية خلال السنوات القليلة الماضية عدد من ورش العمل التدريبية التى حملت على عاتقها تدريب العشرات من رجالات الدين في مختلف المحافظات اليمنية، وذلك انطلاقاً من المؤتمر الإقليمي لرجال الدين حول الأيدز، والمنعقد بالقاهرة في الفترة من 11 إلى 13 ديسمبر 2004، والذى نجم عنه إطلاق إعلان القاهرة للتجاوب مع الأيدز والموقع من قبل 80 قائد ديني عربي، وكذلك الدعوة إلى تأليف الدليلين الإسلامي والمسيحي حول الأيدز في يوليو عام 2005.