حملة لبنانية لمكافحة رهاب المتعايشين مع فيروس الأيدز

بيروت – شهامة: أطلقت جمعية “فكر ايجابياً” حملتها الإقليمية ضد رهاب المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري (الأيدز) لرفع مستوى الوعى بالمرض. جاء إطلاق الحملة خلال المؤتمر الأول للجمعية الذي عقد في حضور ممثلين عن الجمعيات الأهلية والأطباء، وتم خلاله التأكيد على ضرورة العمل لدعم المتعايشين مع الفيروس وتحسين وضعهم نفسياً وطبياً. استعرض مدير البرنامج الوطني لمكافحة فيروس الأيدز في لبنان مصطفى النقيب معدلات انتشار المرض عالمياً والجهود التي تبذل للحد من انتشاره.

ولفت النقيب الانتباه إلى أن البرنامج ولجانه العلمية والتقنية شكلا شبكة متينة مع المجتمعات الأهلية المختصة لدعم المصابين وتحسين وضعهم النفسي الإجتماعي والطبي لتشجيع المتعايشين مع الفيروس في تقوية إرادة العيش فيهم ومساعدتهم على الحفاظ على حقوقهم، وأقلها في الدواء والإستشفاء وعدم التمييز.

رجال الدين

ودعا الاب مارون نصر بإسم البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة رجال الدين مسلمين ومسيحيين إلى اتخاذ موقف واضح وإيجابي في هذا الموضوع والوقوف صفا واحدا في وجه هذا الفيروس للحد من انتشاره ونشر الوعي بين الفئات العمرية كافة لاتخاذ التدابير اللازمة للوقاية منه.

وشدد نصر على ضرورة العمل الإيجابي والميداني للوصول لنتائج مرضية ومساعدة المتعايشين والوقوف إلى جانبهم ودعمهم نفسياً ومعنوياً وإرشاد المجتمع لكيفية التعامل معهم.

نشأة الجمعية

وأوضح مدير الجمعية حسن شري أن “فكر إيجابيا” تأسست من أشخاص متعايشين مع “الأيدز” للتعايش مع الفيروس وليس للموت منه.

وأشار إلى أن الجمعية تعمل للحد من الجهل حول هذا المرض وعدم التمييز بين المصاب به وغير المصاب، وهي تحاول محاربة الوصم عبر الحملة الإقليمية التي تقوم بها الجمعية بالتعاون مع المؤسسات الدولية والجمعيات الأهلية لمحاربة رهاب المتعايشين مع فيروس نقص المناعة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا والتي من المقرر أن تستمر لغاية 2010.

وشدد شري على أن الجمعية تسعى لتوفير الدعم الطبي والنفسي والإجتماعي ضد الوصم والتمييز للفئات الأكثر عرضة للحد من انتشار هذا الفيروس، آملا أن توفر الخدمات الطبية والدواء للمصابين دون معاناة.

وتحدث شري عن منشورات الجمعية وشعاراتها وعن الموقع الإلكتروني الذي يضم غرفة دردشة لدعم الأشخاص المصابين وتشجيعهم للتحدث عن تجربتهم الشخصية.

ومؤخراً، أجرت الجمعية استفتاءاً حول مدى تقبل أفراد المجتمع اللبناني للمتعايشين مع الفيروس، وذلك من خلال إلقاء سوالين على المارة في شارع الحمراء، وفي عين المريسة بطريقة عشوائية، وهما هل تتقبل متعايشاً مع فيروس الأيدز ليكون صديقك؟ وهل تقبله زميلاً في العمل؟

أما الهدف منهما فيصبّ في التعرف على مدى تقبّل المجتمع للمتعايشين مع الفيروس، من يتضامن معهم، ومن ينفر منهم؟ .. وتندرج هذه التجربة العشوائية في الشارع ضمن الحملة الإقليمية التي أطلقتها الجمعية التي بدأت عملها منذ خمسة أشهر رافعة شعار “حطّم الصمت”.

الهيئة التأسيسية

وفي حديث له مع صحيفة السفير اللبنانية، يقول مدير الجمعية، حسن شرّي، عن تأسيس الجمعية وأهدافها، إن الهيئة التأسيسية تتألف من خمسة أشخاص من المتعايشين، والجمعية تسعى إلى توفير الدعم الطبي، والنفسي والاجتماعي، وتكافح الوصم والتمييز اللذين يمارسان من المجتمع ضدهم، كما أنها تدعم جهود الوصول للفئات الأكثر عرضة، من أجل الحد من انتشار هذا الفيروس.

نطاق ممتد

ويقول شري إن الحملة انطلقت في لبنان بالتزامن مع حملتين مشابهتين في كل من الأردن والسعودية، ويضيف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي المنطقة المفترض أنها مستهدفة بالحملة، والبداية من لبنان والأردن والسعودية، مضيفاً أنها تعمل مع 11 شريكاً: البرنامجان الوطنيان لمكافحة السيدا (الأيدز) في كل من لبنان والأردن، جمعية «فكر إيجابياً»، جمعية «ارقص للحياة»، الشبكة الدولية لأشخاص مع فيروس نقص المناعة، الحملة العالمية للأيدز، مركز بشرى للأبحاث والدراسات النسائية في الأردن، الشبكة التربوية الشبابية «بيير»، الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الأيدز، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

يضيف شري أن الجمعية تهدف إلى توفير فرص العمل للأشخاص المتعايشين مع الفيروس، كي يكونوا أشخاصاً فاعلين ومندمجين في المجتمع وضمن الفئات التي ينتمون إليها. ويتوقف عند مسألة التمييز، فيؤكد أن الجمعية «ستعتمد وسائل الضغط والتأييد لتثبيت حق الأشخاص المتعايشين مع المرض في الحصول على نوعية حياة جيدة وإيجابية ولتساعدهم ليكونوا قادة في مجالات المطالبة بحقوقهم، إضافة إلى منحهم حرية التعبير عن أنفسهم بأمان.”

يتابع شري أن الجمعية تسعى أيضاً إلى إعادة دمج المتعايشين في النظام الصحي، من خلال مشاريع مختلفة لمكافحة الوصم والتمييز والتهميش الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويلفت إلى الأهداف الأخرى للجمعية مثل إطلاق حملات التوعية والوقاية الإيجابية، عبر وسائل الإعلام وورشات العمل والتدريب وتثقيف الأقران والمشورة المجانية. كما تخطط الجمعية لإقامة معرض بمشاركة خمسة رسامين متطوعين، وبرعاية وزير السياحة إيلي ماروني، من الثاني وحتى الخامس من تشرين الثاني المقبل، يعود ريعه إلى تغطية العلاج الثلاثي للأشخاص المصابين الذي قد يُفقد أحياناً من مخازن وزارة الصحة اللبنانية، بحسب شري.

موقع على الإنترنت

وكانت فكرة إطلاق الجمعية قد بدأت مع أحد المتعايشين ويدعى خالد، بعد أن عاد من الخليج العربي إلى لبنان في العام 2007 بعدما اكتشف إصابته، ثم انضم إليه رفاق أربعة.

ولماذا تسمية ” فكر إيجابياً ” ؟ يجيب شري أن الاسم اختاره خالد، ” فهو يريد للجمعية التي أسسها أشخاص متعايشون مع الفيروس، أن تساعد كل مصاب على التفكير إيجابياً في حالته، بالإضافة إلى دفع المجتمع باتجاه تقبّل الفكرة إيجابياً وعدم وصم المصابين بالسلبيات”.

يذكر أن الجمعية أطلقت موقعاً خاصاً بها عل شبكة الإنترنت: (www.thinkpositive-lb.org)، ويتضمن غرفة للدردشة، ومنتدى، ومنشورات تحتوي على معلومات وإرشادات صحية متعلقة بمرض “الأيدز”.