شهامة في الإجتماع الأول لقيادات الشبكات العربية المعنية بالأيدز

 

القاهرة – أحمد بلح: حوارات هادفة تخللتها نقاشات حامية، وتبادل للخبرات، وطرح لوجهات نظر تتفق أحياناً وتختلف أحياناً أخرى، لكن الهدف كان واحداً وهو التصدى لإحدى المشكلات المعوقة للتنمية في العالم العربي، كان ذلك في اللقاء الذى تجاوز أعضاء اللجنة التوجيهية لشبكة شهامة إلى غيرها من الأفراد المنخرطين في شبكات أخرى تعمل ضمن منظومة عربية شبه متكاملة للتجاوب مع الأيدز.
فبالإضافة إلى عدد من المتعايشين العرب مع فيروس الأيدز، ضم الإجتماع الأول لقيادات الشبكات العربية في مواجهة الأيدز، والذي عقد بمدينة القاهرة، في الفترة من 28 إلى 30 أبريل 2009، أعضاء لجمعيات المجتمع المدني، وقانونين وبرلمانيين، وإعلاميين، وزمرة من شباب المدونين العرب.
وقد سعى الإجتماع إلى حشد المشاركين ليبدأوا موجة تحولية جديدة للتجاوب مع الأيدز من خلال الفعل التضافري عبر الشبكات العاملة في هذا المجال، وذلك عبر عدد من التدريبات التى تهدف إلى صقل عناصر القيادية، والاستفادة من آليات التشبيك.
وبحسب ما جاء على لسان الدكتورة خديجة معلى منسق البرنامج الإقليمي للأيدز في الدول العربية في كلمتها الافتتاحيية أمام المشاركين فإن الهدف من الاجتماع هو التعارف بين الشبكات بهدف تفعيل العمل على المستوى الإقليمي ووضع الأيدز في إطاره العام ضمن منظومة التنمية العربية، حيث يمثل الأيدز أحد أبرز التحديات العالمية التى تعوق مسيرة التنمية، كما هو الحال بالنسبة للسلام والفقر.
وقد تمثلت أهداف الاجتماع في النقاط التالية:
§ إعطاء الفرصة للمشاركين لتقييم حجم ومدى تأثير تجاوبهم مع الأيدز وتحدياته في المنطقة على جهودهم وأساليبهم القيادية فيما وراء التجاوب مع مرض الأيدز.
§ تفهم الدور المميز لكل شبكة في تجاوبها مع المرض بشكل أفضل و احتمالات العمل المشترك بينها لتوليد نتائج فعالة.
§ تقييم مراحل إزالة الوصم، والتعامل مع التمييز والوصول للفئات الأكثر عرضة كما تظهر تباعا في عمل كل شبكة من الشبكات ومن ثم الاتفاق على الخطوات المستقبلية.
§ حشد المشاركين ليبدأوا موجة تحولية جديدة من التجاوب مع الأيدز من خلال الفعل التضافري عبر جميع الشبكات.
§ تحسين القدرة القيادية للمشاركين لتحقيق تحول واسع المجال في مجتمعاتهم.
مرحلة جديدة
ويأتي اللقاء الذي يعد الأول من نوعه، في إطار بداية مرحلة جديدة من مراحل التجاوب مع الأيدز في المنطقة العربية، تهدف إلى تقييم المراحل السابقة لإزالة الوصم والتمييز ضد المتعايشين مع فيروسه، والوصول للفئات الأكثر عرضة في الدول العربية.
من جانبها، قدمت د. مونيكا شارما مدير تنمية القيادة والقدرات بالأمم المتحدة الشكر إلى القائمين على الورشة دعوتهم لها ومنحها فرصة المشاركة في فعاليات هذا الاجتماع، قائلة بأنها ” فرصة رائعة لكل واحد يجلس بيننا ويرغب في أن يصنع فارقاً” ، مؤكدة على أن دور القيادات المجتمعية هو إتاحة الفضاء في أي مكان لكى تبزغ فيه المزيد من الإمكانيات.
وتلقى المشاركين تدريبات عملية لتحسين قدراتهم القيادية داخل مجتماعاتهم، وأخرى من أجل تفهم الدور المميز لكل شبكة في مستوى التجاوب مع الأيدز، والبحث في إمكانيات العمل المشترك بين الشبكات لتوليد نتائج فعالة على أرض الواقع.
ومن خلال هذه التدريبات، رصد المشاركون السمات الأساسية المطلوبة في القيادة، وكيف يمكن لها أن تتعامل مع القطاعات المجتمعية المختلفة في ظل التغيرات السريعة التى تطرأ علي أي مجتمع، وكيف يمكن تعظيم دور القوى المجتمعية من أجل مواجهة فورية للقضايا والأنظمة التى قد تحول دون تحقيق التنمية.
كما تناول الإجتماع الكيفية التى يمكن بها تناول الأيدز في سياقات أوسع ترتبط بكافة الفئات المجتمعية وبقضايا أخرى كالسلام وحقوق الإنسان.
خطط وبرامج عملية
قام القادة الدينيون بترجمة ما تلقوه من تدريبات وما دار بينهم من حوارات إلى خطط عمل وبرامج عملية قابلة للتنفيذ في أرض الواقع، وتتضمن مساحات مقترحة للتعاون بين الشبكات المختلفة العاملة في مجال مكافحة مرض الأيدز. وكان من أبرز هذه الاقتراحات التعاون مع قطاع الأعمال الخاص وجمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال رعاية المتعايشين والفئات الأكثر عرضة في الوصول إلى 400 ألف عامل للتوعية بمرض الأيدز والتدريب على الوقاية من السلوكيات الخطرة.
من جانبها، اقترحت د. ريم الناصر عضو اللجنة التوجيهية لشهامة، وعضو مجلس أمانة عمان الكبرى (الأردن) أن يقوم أعضاء الشبكة، كل في بلده، باستقطاب شخصية دينية أو سياسية، على أن تكون من الشخصيات المؤثرة في صنع القرار لتبني حملات لجمع التبرعات من أجل تأمين الدواء للمتعايشين مع فيروس الأيدز، والتشجيع على إجراء الفحص الطوعي من خلال عمل برامج عمل مشتركة مع المراكز الدينية والثقافية والدور العبادة وإدارات السجون لتحقيق هذه الأهداف.
كما دعا الدكتور عبد اللطيف رمضان المهلهل الأستاذ بجامعة الفاتح في ليبيا، رجال الدين إلى أن يلعبوا دوراً إيجابياً في تنظيم حملات شعبية للتوعية بالأيدز من خلال منابر المساجد ووسائل الإعلام المختلفة، والحث على التبرع من أجل تأمين الدواء للمتعايشين وضمان عيشة كريمة لهم ولأسرهم.
الأبحاث من أجل الفعل
تضمن اللقاء استعراض أفراد البرنامج الإقليمي للأيدز في الدول العربية (هارباس ) لنتائج دراستين ميدانيتين كانتا ضمن عدد من التوصيات التى تقدم بها مستشارو وشركاء البرنامج بهدف الوقوف على معلومات وإحصائيات دقيقة تتعلق بمردود ونتائج ما يقوم به هارباس من ورش عمل وبرامج تدريبية تستهدف العناصر القيادية التى تنتمي لميادين عمل وفئات مختلفة من أجل إزالة اوصم والتمييز عن المتعايشين مع فيروس الأيدز في الدول العربية.
وفي الختام، استعرض المشاركون بعض نماذج من التجارب الناجحة من خلال التضافي بين الشبكات، استتبع ذلك التحاور من أجل الوقوف على أفضل الاحتمالات المستقبلية من أجل الاجابة على سؤال هام ، وهو ما الذي يمكن فعله في المستقبل لتحقيق الهدف من هذا الاجتماع.
طالع أيضاً:
تفعيل العمل الوطني في اجتماع لشبكة شهامة
شبكة شهامة للتجاوب مع الأيدز .. خلفية تاريخية
طالع أيضاً ألبوم الصور الخاص بالورشة