ضحايا الأيدز يبحثون عن تشريع يحميهم ويضمن حقوقهم

الخليج – سيد الضبع – 30/12/2009: تساؤلات عديدة فرضت نفسها على ألسنة مرضى الأيدز في الدولة، بعد نظرة المجتمع الخاطئة إليهم وتخلي سوق العمل عنهم، خاصة وأن من بينهم نخباً وعناصر فاعلة شغلت مواقع مرموقة، غير أن الإصابة جعلتهم في عزلة تامة حتى عن أقرب المقربين إليهم، رغم أن من بينهم ضحايا لا ذنب لهم في إصابتهم وحتى المخطئين منهم، هم في الأصل ضحايا الجهل وعدم الوعي.

“الخليج” حرصت على فتح الملف المجمد بعد أن يأس أصحابه من نظرة المجتمع إليهم وتخلى سوق العمل عنهم، إضافة للزيادة المطردة التي تشهدها أعدادهم يوماً بعد يوم، ووفقا لأحدث الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة الإماراتية بلغ عدد المصابين بمرض الأيدز في الإمارات حتى ديسمبر/ كانون الأول 2008 حوالي 598 حالة منهم 149 سيدة و 449 من الرجال بواقع 75% بين الرجال 25%  بين النساء، فيما أشارت الإحصائية إلى أن العام نفسه شهد زيادة في عدد الحالات بلغت 45 حالة جديدة.

أوضحت الإحصائية أن الإصابات تنوعت أسبابها فهناك 9% من إجمالي الإصابات تمت عن طريق العلاقات الزوجية و 4% عن طريق الأدوية والمخدرات و 9% عن طريق الأمهات المصابات أثناء الولادة و 4% عن طريق نقل الدم سواء داخل أو خارج الدولة و 17% عن طريق الممارسات الجنسية المثليية، فما أشارت الإحصائية إلى أن 57% من إجمالي الإصابات تمت عن طريق وسائل أخرى.

ووفقاً لما أكده مصدر مطلع بوزارة الصحة أن العدد الفعلي للمصابين من المواطنين  أكثر بكثير من العدد المعلن من جانب وزارة الصحة لأنه حتى الآن لا يوجد سجل موحد للمرض داخل الدولة، إضافة إلى أن هناك الكثير من المصابين يفضلون اخفاء اصابتهم والعلاج خارج الدولة .

من جانبه قال الدكتور عبد الله استادي استشاري الأمراض الباطنة ورئيس قسم الأمراض الباطنية بمستشفى راشد في دبي، انه تم اكتشاف 147 حالة إصابة جديدة في دبي منذ شهر يناير/ كانون الثاني 2009 حتى مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي غير انه لم يحدد عدد المواطنين منهم موضحا أن عدد الحالات التي تراجع عيادة الأيدز بقسم الأمراض المعدية في المستشفى بشكل دوري 130 حالة جميعهم لمواطنين عدا 18 حالة منهم لوافدين محكوم عليهم بأحكام قضائية بينهم 6 سيدات، لذلك لم تتمكن السلطات من ترحيلهم إلى بلدانهم فور اكتشاف إصابتهم، ويتم علاجهم داخل الدولة بمحبسهم وعن طريق استدعائهم أسبوعيا لمتابعة حالاتهم وإجراء الفحوصات اللازمة لهم بشكل منتظم، أما باقي المصابين في دبي، فقد أكد أن المستشفى لا تعلم عنهم شيئاً. كما أكد أن باقي الإصابات المكتشفة منذ ظهور المرض في الدولة موزعة على مختلف الإمارات، فيما ذكر أن أعمار المصابين تتراوح من 25 عاما إلى 70 عاماً.

الإصابة الأولى 

وأوضح الدكتور عبد الله أن المرض تم اكتشافه عالميا عام 1981 بينما تم اكتشاف أول حالة إصابة في الدولة عام 1987 بمستشفى راشد وكانت لأحد الوافدين العرب الذي أصيب عن طريق نقل دم ملوث، وأضاف أن المرض مر بثلاث مراحل داخل الدولة، المرحلة الأولى كانت معظم إصاباتها عن طريق نقل الدم الملوث أو استخدام أدوات طبية ملوثة، أما الثانية فكانت عن طريق الاتصال الجنسي، وكان معظمها بين الذكور، غير أننا اكتشفنا أن الإصابات امتدت لعدد من زوجاتهم وهو الأمر الذي ساهم في اتساع دائرة المرض في ذلك الحين، إلى أن تطور الأمر في المرحلة الثالثة عن طريق تعاطي المخدرات بسبب تبادل الإبر الملوثة بين المدمنين، مما ساهم في زيادة عدد المصابين إلى ثلاثة أضعاف عدد المرحلة الثانية لدرجة أن الكثير من الحالات التي يتم علاجها حاليا داخل المستشفي من مدمني المخدرات.

ونوه استادي بأن العلاج قديما كان قاصرا على التشخيص الطبي فقط من جانب الطبيب المعالج وأان العلاجات لم تكن متوفرة بالقدر الكافي سوي نوع واحد يسمي azt وهو عبارة عن حبة كانت تؤخذ عن طريق الفم إلى أن تم تصنيع أكثر من نوع دوائي لدرجة دعتنا إلى إعطاء المريض 14 حبة يومياً، أما الآن، ومع تطور العلاج والدراسات الطبية حول المرض أصبح المريض لا يتناول سوى حبتين فقط يومياً.

وفي إطار العقبات التي تواجه المصابين بالفيروس من المواطنين، تمنى استادي إصدار قانون يضمن حماية حقوق هؤلاء المرضى، ويمنع وضع قيود عليهم في ظل القوانين المعمول بها، موضحاً أن مثل هذا القانون سيمكن المصابين من فتح أبواب سوق العمل المغلقة في وجوههم، خاصة وأن جميع جهات العمل الحكومية والخاصة ترفض إلحاقهم بالعمل بسبب إصابتهم، كما سيمكن ذلك القانون الذي نأمل في صدوره، الدولة من اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الأطفال مستقبلا من جميع أنواع الممارسات التي من شأنها تعريضهم للإصابة بالفيروس، إضافة إلى الشباب الأكثر تعرضا للإصابة .

وأضافت الدكتورة ليلى الدبل استشارية أمراض باطنية ورئيس قسم الأمراض المعدية بمستشفى راشد في دبي أن العملية العلاجية تطورت بشكل كبير داخل المستشفى منذ تطبيق برنامج الرعاية الشاملة لمرضى نقص المناعة المكتسبة “الأيدز” الذي تم تطبيقه ابتداء من شهر مارس/ آذار الماضي، حيث اهتم البرنامج بتشكيل فريق طبي متكامل يضم أطباء اختصاصين في علاج مرض الأيدز، إضافة لكادر تمريضي متخصص، معالج نفسي، أخصائي اجتماعي، أخصائي تغذية، صيدلاني، ويعمل البرنامج على تطبيق أفضل الطرق العلاجية لمرضى الأيدز وفق أحدث الدراسات العلمية في ذلك المجال.

وعن نسبة الوفيات بين المصابين، أكدت الدبل أنها انخفضت بشكل كبير مقارنة بالفترة الأولى التي تم خلالها اكتشاف المرض مطلع الثمانينات من القرن الماضي لدرجة أنها تكاد تكون معدومة حاليا مع التطور المستمر للعلاج، وأن المصابين يمكنهم التعايش مع المرض لأكثر من 20 عاماً بعد إصابتهم في حال إلتزامهم بالبرنامج العلاجي والغذائي والابتعاد عن العادات السيئة كتناول الخمور والمخدرات والتدخين.

أسباب الإصابة

وأوضحت أن مرض الأيدز ينتقل عن طريق سوائل الجسم المختلفة كالسائل المنوي والدم، إضافة للإفرازات المهبلية ولبن الأم، أما بالنسبة للعاب والعرق فلا ينتقل المرض عن طريقهم، وكذلك لا ينتقل المرض عن طريق الهواء من خلال العطس أو السعال، لذلك لا يوجد خطورة في التعامل الطبيعي بين الأصحاء والمصابين .

رعاية اجتماعية

وعن الرعاية الاجتماعية التي تقدم إلى المرضى، قال عادل محمد صقر رئيس قسم علاقات العملاء بمستشفى راشد في دبي أنه يتم بحث حالة المريض على كافة المستويات الاجتماعية سواء كان متزوجاً، أعزب، مطلقاً، يعول أو لا يعول، سجيناً، يعمل أو لا يعمل وهي من أهم النقاط التي تواجه مرضى الأيدز في الدولة لأنهم يواجهون رفضاً واضحاً من غالبية المؤسسات الحكومية والخاصة بعد إخضاعهم لإجراءات الفحص الطبي عند طلب تشغيلهم في أي وظيفة شاغرة تعلن عنها تلك المؤسسات لذلك نعمل على القيام بدور تنسيقي بين المرضى ومختلف الجهات في الدولة في محاولة لإلحاقهم بأي فرصة عمل تتوفر لديهم، علماً بأن كثيراً من المصابين تم فصلهم من العمل بسبب إصاباتهم بعدما كانوا يشغلون مواقع مرموقة في الدولة، فمن بينهم نخب وخبرات يمكن الاستفادة منها على كافة المستويات.

النظرة المجتمعية

وأضاف صقر أن من أهم النقاط التي نعمل على تغييرها هي النظرة المجتمعية للمصابين والفكرة العامة عن مريض الأيدز، خاصة وان من بينهم مرضى لا ذنب لهم في إصابتهم، فكثير منهم تمت إصابته عن طريق نقل دم ملوث أو استخدام أدوات ملوثة، إضافة لمن أصيب عن طريق الممارسات الجنسية الخاطئة وهو خطأ اعترف به الكثير منهم ولكن ليس معنى ذلك أن نحكم عليهم بالموت فمن منا لا يخطئ.

من جانبها أوضحت فاطمة علي أخصائية اجتماعية بمستشفى راشد، أنه من خلال اللقاءات المباشرة مع المرضى المترددين على العيادة نحرص على التواصل معهم بشكل اجتماعي من خلال حل مشكلاتهم الأسرية والاقتصادية التي تواجه الكثير منهم، فمنهم من يعاني من انعدام الدخل الثابت أو عدم وجود دخل أصلا ومنهم من يتعايش على الإعانة التي تصرف له عن طريق الشؤون الاجتماعية. لذلك نأمل في اهتمام المؤسسات والهيئات الاجتماعية بعائلات المرضى المسجونين بتوفير الدعم اللازم لهم، إضافة للإسراع بإقرار قانون خاص بمرضى الأيدز يمكنهم من الحصول على فرص عمل تضمن لهم حياة كريمة وتساعدهم على الاندماج في المجتمع كعناصر فاعلة لها حقوق وعليها واجبات نحو الوطن .

من جهة اخرى اهتم برنامج الرعاية الشاملة لمرضى نقص المناعة المكتسبة “الأيدز” الذي تم تطبيقه بمستشفى راشد بتخصيص كوادر تمريضية متخصصة في متابعة حالات مرضى الأيدز فقط من بينهم الممرض احمد خليل العسود الذي يعد الممرض الاول في الدولة المتخصص في تمريض مرضى الأيدز والذي اوضح انه يعمل على رعاية ومتابعة الحالات، والتأكد من مواعيد مراجعة المرضى للعيادة الى جانب تدريب الممرضين الجدد بالقسم على كل ما يخص مرض الأيدز، وكيفية التعامل مع المرضى وفق النظريات الطبية المتبعة في ذلك الشأن، الى جانب تثقيف المرضى وأاسرهم صحياً بكل ما يخص المرض حتى يتمكن المرضى من المحافظة على حياتهم.

رغبات صبيانية

عمره لم يتجاوز الثلاثين عاما بعد لكنه أشبه بكهل تجاوز الثمانين، لم يصدق حتى الآن أنه مصاب بالأيدز فهو لم يرتكب الفاحشة طيلة حياته بل استسلم لرغبات الشباب الصبيانية وراح يمرح مع أصدقائه على البحر بإحدى إمارات الدولة يغنون تارة ويرقصون تارة حتى اخبرهم احد الرفاق أن بحوزته قطعة من مخدر الحشيش وما لبثوا إلا أن قاموا بتدخينها وأثناء تدخينهم فوجئوا بقوة من الشرطة تداهم مجلسهم وتلقي القبض عليهم ليحكم عليه بستة اشهر خلف القضبان تعلم بعدها تعاطي جميع أنواع المخدرات التي كانت السبب الحقيقي في إصابته بالفيروس بعد تعاطيه جرعة مخدرة عن طريق استخدامه لإبرة ملوثة بالفيروس.

وتساءل هل يعقل أن تكون سيجارة واحدة هي سبب إصابتي بالإيدز وتحطيم حياتي، لم أتخيل يوما أن تكون نهايتي كذلك، فكثيرا ما حلمت بأن أكون طبيبا لدرجة أنني كنت اكتب اسمي على كتبي الدراسية مسبوقاً بالدكتور، ولأن الندم لا يجدي أتمنى أن يتعلم الشباب وخاصة من هم في سن المراهقة من تجربتي حتى لا تكون نهايتهم مثلي ولهذا السبب تحمست للحديث معكم حتى يصل صوتي لأكبر عدد من الشباب .

الأيدز في المحكمة

قبل تطبيق برامج فحص الدم بالمؤسسات الصحية في الدولة، أصيب الكثير من ضحايا مرض الأيدز عن طريق نقل دم ملوث أو استخدام محاقن أو أدوات ملوثة بالفيروس لكن العادات والتقاليد ونظرة المجتمع لمريض الأيدز منعت الكثير من هؤلاء المصابين من التقدم برفع دعاوى قضائية ضد المؤسسات الصحية داخل الدولة التي تسببت في نقل الفيروس إليهم خاصة السيدات من بين هؤلاء الضحايا غير أن هناك أحكاماً قضائية صدرت في هذا الشأن كان من أشهرها الحكم الصادر عن المحكمة الاتحادية العليا لمصلحة أب توفي طفلان من أبنائه وأصيب آخران بالأيدز في أحد مستشفيات وزارة الصحة، حيث ألزمت المحكمة الوزارة بدفع مبلغ قدره مليونين و400 ألف درهم كتعويض عن الخطأ الطبي الذي تسبب في وفاة أطفاله وإصابة اشقائهما بفيروس الأيدز بعد حقنهم بوحدات دم وإبر ملوثة بالفيروس قبل فحص تلك الوحدات.

وقد اعتمدت المحكمة في حكمها بتلك الواقعة على تقرير الطبيب الشرعي الذي انتهى إلى نتيجة مفادها أن الأطفال الأربعة كانوا مصابين بمرض الناعور وقد تم علاجهم أكثر من مرة داخل احدى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة لوقف النزف عن طريق حقنهم “بمصل العامل الثامن” الذي ثبت أنه ملوث بفيروس الأيدز، ما أدى إلى وفاة الطفلين وإصابة شقيقيهما بذلك المرض اللعين.

مراحل الإصابة

يهاجم فيروس الأيدز الخلايا المناعية في الجسم وبالأخص الخلايا التائية “cd4”، وبعد مرور عدة سنوات على الإصابة بالفيروس، ومع تزايد أعداد الفيروس في الجسم، يتناقص مستوى خلايا المناعة تدريجيا باستمرار، مما يضعف جهاز المناعة يوما بعد يوم، وإذا لم يتم التدخل الطبي المناسب في هذه المرحلة، فإن الإصابة بالفيروس قد تتطور إلى ما يسمى “بالأيدز”، وعندها ينهار جهاز المناعة، مما يجعل الجسم عرضة للإصابة بمختلف أنواع الأمراض الإنتهازية.

وتتكون الخيارات العلاجية المثلى المتاحة حاليا من تركيبات أو تركيبات مزجية، تتكون من ثلاثة أدوية، تنتمي إلى نوعين من العوامل المضادة للفيروسات الارتدادية.

دبي تدعم المرضى

تحت رعاية حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، سفيرة الأمم المتحدة للسلام، وبحضور الملكة نور الحسين، تمكن مهرجان دبي السينمائي في دورته السادسة من جمع مليون وتسعمائة ألف دولار من خلال المزاد الخيري الذي أقيم ضمن فعاليات المهرجان تحت عنوان “حملة سينما ضد الأيدز” بهدف جمع التبرعات لصالح مؤسسة “أمفار” لأبحاث الأيدز .

وكانت أبرز قطع المزاد قلادة ذهبية فريدة مستوحاة من الخصال الأصيلة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وبيعت القلادة بـ 110 آلاف دولار، حيث تحمل هذه التحفة الفنية ذات الإصدار المحدود، اسم “إحساس فارس” وهي للمصممة السعودية خلود أسامة كردي، التي وظفت فيها ببراعة جمالية الخط العربي بأسلوب فني رفيع، والقلادة الذهبية من عيار 18 قيراطاً، ومرصعة بسبعة قراريط من الألماس، كما عرض المزاد مجموعة متنوعة من التحف الفنية والقطع التذكارية.

شارك في الحفل الخيري مجموعة من مشاهير السينما العالمية مثل مات ديلون، وكريستينا ريتشي، وماندي مور، التي غنت لتشجيع المشاركين في المزاد للتبرع بأموالهم .

لحظة ضعف

أخطأت في لحظة ضعف، حاولت الانتحار أكثر من مرة لكن خوفي من الله منعني، تلك هي العبارات التي بادرنا بها أحد المصابين فور حديثنا معه، أكد أن الندم أصبح الصديق الوحيد له بعد تخلي الجميع عنه حتى أصدقائه الذين تسببوا له في الإصابة بمرض الأيدز تهربوا منه بعد علمهم بإصابته، بعدما زينوا له الرذيلة وأكدوا له أنها طريق الرجولة، بعدها عرف طريق المخدرات بمختلف أنواعها وما بين الرذيلة وتعاطي المخدرات كانت الإصابة عن طريق حقنة ملوثة بالمرض تبادلها مع أحد المصابين في مجلس من مجالس الشيطان، بعدها لم يفق إلا على الكارثة الكبرى التي حطمت حلمه وحلم أسرته خاصة أمه التي يشعر بنظراتها وأنها أشبه بالطعنات بعد أن دمر حلمها الذي كثيرا ما أفصحت عنه أمام الجميع وهي أن ترى أحفادها يلهون حولها، خاصة وأنه الأكبر بين أبنائها، وسط حديثه انهمر في البكاء مطالبا والديه واشقاءه أن يسامحوه فهو ككثير من غيره من الشباب مر بلحظات طيش وضعف،لم يدر وقتها عواقب تلك اللحظات التي راحت تدمر حياته وتقلبها رأسا على عقب، بعد أن ضاع حلمه الذي ظل يراوده منذ صباه وهو أن يتزوج ابنة عمه التي أحبها وأحبته وكثيرا ما خططا لحياتهما بعد الزواج حتى أطفالهما خططوا طريقة تربيتهما ولكن بين الخطأ والصواب لحظات معدودة قد تحسب لك وقد تحسب عليك.

مرضى الأيدز والإنجاب

أصبح من الممكن زواج مرضى الأيدز والإنجاب كذلك دون أن ينتقل الفيروس إلى احد الزوجين وفقا للدكتورة سمر عاصم بدر الدين استشارية الأمراض الجرثومية، رئيس قسم مكافحة العدوى بمستشفى راشد، التي أوضحت انه تم التوصل إلى تقنية طبية جديدة تسمى “غسل المني” تم تطبيقها مؤخرا فى دبي وهي تقنية تعتمد على تعقيم أو تطهير السائل المنوي من الفيروس وحقنه في رحم المرأة، مؤكدة أن هذه التقنية نجحت بشكل كبير وأسفرت عن نتائج ملموسة .

وأوضحت أن الحياة الزوجية يمكن أن تستمر بين الزوجين باستخدام الواقي الذكري، خاصة وأن الدراسات الطبية أثبتت أن المرض لا ينتقل عن طريق اللعاب أو المصافحة أو العطس.

وعن خطورة انتقال الفيروس من الأم المصابة إلى الجنين، قالت يعمل الأطباء خلال فترة الحمل على تقليل نسب الفيروس في دم الأم عن طريق العلاج والمضادات الفيروسية، خاصة في النصف الثاني من الحمل، ويفضل في مثل هذه الحالات الولادة القيصرية لتجنب احتكاك وتلامس جسم الجنين مع دم الأم أثناء الولادة الطبيعية، وفي حالة قدرة الفريق الطبي تقليل نسبة الفيروس في دم الأم أثناء الحمل إلى صفر يمكن أن تتم الولادة الطبيعية بشكل آمن.

إحصائيات عالمية

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن مرض الإيدز يعتبر المسؤول الأول عن عدد الوفيات في الدول الإفريقية، والرابع عالمياً، وأن المرأة هي أكثر عرضة للإصابة به.

وأوضحت أن عدد المصابين في العالم بلغ ما يقرب من 42 مليون شخص 60% منهم في القارة الإفريقية، التي تضم أكثر من خمسة ملايين امرأة في سن الحمل مصابات بالفيروس مما يعني انتشار وانتقال العدوى من الأم إلى الطفل .

وأشارت إلى أن عدد الوفيات العالمية بسبب المرض يقدر بنحو 1،5 مليون شخص سنويا، كما يقدر عدد المصابين الجدد بنحو 2،5 مليون شخص، بينما بلغ عدد المصابين في مختلف دول الوطن العربي ما يقرب من 650 ألف مصاب، نظراً للزيادة المطردة التي تشهدها أعداد المصابين الذين يتراوح عددهم من 50 إلى 80 ألف مصاب سنويا .

ضحية الإهمال

تبدو في نهاية عقدها الثالث لكن علامات الحزن ومرارة الألم التي تعتصر قلبها حزنا على حالها باتت واضحة على ملامحها للوهلة الأولى وهي تؤكد أنها ضحية الإهمال الطبي في احدى مستشفيات الدولة بالإمارات الشمالية بعد أن دخلت المستشفى  لإجراء عملية جراحية بسيطة لم تستغرق سوى  يومين بعدها خرجت من المستشفى وهي لا تدري أنها أصيبت بمرض الإيدز نتيجة حقنها بإبر ملوثة بالفيروس ولكونها من أسرة كبيرة، إضافة للعادات والتقاليد التي تحكم مجتمعاتنا التي لا ترحم أمثالها من المرضى ولا تلتمس لهم الأعذار حتى ولو كانوا ضحايا، آثرت الصمت وتحملت ألم العزلة والحرمان من حلم أي فتاة بيوم زفافها إلى من تحب وبحلم الأمومة كأي أنثي، وفضلت البحث عن علاج يداويها خارج الدولة بمختلف المستشفيات العالمية لكن دون جدوى إلى أن استقر بها الحال في مستشفى راشد بعدما تأكدت من السرية التامة التي توفرها المستشفى لمرضاها .

ـــــــــ

نقلاً عن صحيفة الخليج بتصرف بسيط – طالع نص التحقيق على موقع صحيفة الخليج